النكبة الثانية

ان كلمات تكتب ثقال كالأحمال التي يحملها المهاجرون من شمال غزة علي ظهورهم ، ثقال كأوزار من خذلهم ومن تؤاطو عليهم وعلي دماء اخوانهم. شاء الله لأسباب لا تخفي علي احد ان يري هذا الجيل هذه النكبة الثانية من خلال بث مباشر امام مرأي ومسمع العالم المتامر ومنظماته الدولية "الانسانية" الخائنة المتواطئة خمسة وثلاثين يوما تقصف فيه المستشفيات والمدارس والبيوت والشجر والحجر والعالم يقف متفرجا لا يحرك ساكنا بل و يبارك و يبرر ، ما يوازي قنبلتين نوويتين من المتفجرات قصفت بها غزة و لا احد يبالي وبعد صمود اكثر من شهر لم يجد بعض من سكان الشمال سوي ان يحولوا ان يفروا من الجحيم المستعر الذي ينزل فوق رؤوسهم كل يوم ، و امعناً في الكوميديا السوداء، ان اغلب هولاء النازحين هم فالاصل لاجئين قادمين من اراضي الخط الاخضر التي هجروا منها علي مدار اعوام منذ النكبة الأولي والغريب ان حتي في النكبة الاولي كانت الجيوش العربية تحارب ثم خسرت لكن هذه المرة لا هم بمفردهم يواجهون اسرائيل ومن ورائها ما كانت تسمي نفسها زعيمة العالم الحر الولايات المتحدة وغيرها من الحكومات الغربية الفاشية اننا اليوم وبعد عشرون عام من سقوط بغداد وسط مباركة الجميع ،ثم راينا مئات الف القتلة في العراق وسوريا وليبيا واليمن ولبنان والسودان ولا احد يتكلم وراينا عشرات المدن تباد من ادلب و درنة الي تعز ولا احد توقف عند هذا و اهتز له شعرة وها اليوم نري غزة تؤشك علي السقوط وسط قليل من الاحتجاج وكثيرا من التأمر والشماتة